رغم صغر وظيفته كلـف خلال الربع الأول من عام 1972 م بأن يكون ( مبعوثا شخصيا ) لرئيس وزراء دولته إلى رئيس وزراء دوله افريقيه وحمل فى هذا الخصوص بكتا ب موقع من رئيس وزرائه موجه إلى رئيس وزراء الدوله الافريقيه تضمن رغبة دولة المبعوث الشخصى اقامة علاقات دبلوماسية مع الدوله الافريقيه كما كلف المبعوث ضمن هذا الإطار بمهمة بحث كافة اوجه التعاون السياسى والإقتصادى بين البلدين.
غير أنه عندما تقرر حجز تذكرة السفر للمبعوث الشخصى طفحت على السطح عدة اشكاليات اداريه وماليه حيث أقترح بأن يكون سفره( طبقا للوائح ) بأقصر وأرخص الطرق من دولته وحتى الدوله الأفريقيه ، وكان هناك خياران إما السفر مباشره من مطار دولة المبعوث الشخصى عن طريق مطار روما ثم إلى الدوله الأفريقيه المقصوده وهذه الرحله تستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام ، وإما السفر عن طريق مطار القاهره / الخرطوم / دار السلام / تتاناريف / وحتى الدوله الإفريقيه المقصوده ، وتستغرق هذه الرحله مابين ستة وسبعة أيام .
فقرر جهابذة الإداره بالوزاره بعد أن تدارسوا الأمر فيما بينهم بحكم “خبرتهم ” التى يحسدوا عليها ، أن يكون خط السفر عن طريق القاهره هو الأقصر والأرخص تمشيا مع ما تقضى به اللوائح الماليه متناسيين فرق الأيام بين الرحلتين والتى تكلفهم أكثر بدفع قيمتها كسفر ومبيت لصالح المبعوث . ( وشر البلية مايضحك).
ولما كانت درجة المبعوث الشخصى درجة صغيره ، ووفقا للوائح الماليه المطبقه لا تسمح له بالسفر بالدرجة الأولى التى كانت حكرا فقط على الوزراء المفوضين والسفراء وعائلاتهم وخدمهم ومن هم فى مستوى درجاتهم ، فقد أفتى “جهابذة الاداره المختصه ” بأن يكون سفر المبعوث بالدرجه السياحيه إلتزاما باللوائح الماليه رغما عن انه مكلف بمهمة مبعوث شخصى لأكبر منصب بالدوله ، وبالطبع رفض المبعوث المكلف هذه الفتوى مبررا ذلك بأنه يجب تقييم الأمر من خلال المهمه المكلف بها والكتاب الذى كلف بحمله لا من خلال تقييم درجتة ، موضحا بأن حاملى الحقائب الدبلوماسيه وهم أقل درجه من المبعوث المكلف يكلفون بتوصيل مراسلات لا ترقى فى مستواها إلى مستوى الكتاب الرسمي المكلف بتسليمه ) يتم الحجز لهم بالدرجة الأولى .. فلما لا يتم معاملته على نفس المستوى على أقل تقدير كحامل حقيبه دبلوماسيه … ؟؟؟ .
ولكن جهابذة الإداره تمسكوا بفتواهم بأن يحجز للمبعوث بالدرجه السياحيه وعن طريق القاهره وليس عن طريق روما وبعد مشاورات واخذ ورد انشغلت به الإداره طيلة اسبوع كامل بين مؤيـد ومعارض أقترح هؤلاء معاقبة المبعوث المكلف وذلك بمعقبته وبإعفائه من السفر فى هذه المهمه وأن يكلف بها موظف تمكنه درجته الوظيفية الكبيرة من السفر بالدرجه الأولى وبهـذا يتم حل هذا الإشكال ( وشر البلية ما يضحك ).
وفعلا بعد مشاورات اقترح على طاولة المباحثات اسم موظف كبير بدرجة ( وزير مفوض ) لكى تسند له هذه المهمه ، ولكن عند ما وصلوا إلى نقطة التنفيذ أسقـط فى يد “جهابذة الإدارة ” عندما اكتشفوا أن الكتاب الموقع الموجه إلى رئيس وزراء الدوله الإفريقيه ذكر فيه أسم المبعوث الشخصى المكلف بالمهمة أصلا وعليهم إن أرادوا اللجوء إلى هذا الحـل أن يعملوا على إعداد وصياغة كتاب جديد يتم فيه حذف أسم المبعوث المكلف وإحلال إسم الوزير المفوض المقترح بديلا عنه ( وشرالبليه ما يضحك) .
إلا أنهم لم يجدوا من بينهم من يملك الشجاعه لكى يقوم بهذا الإجراء ، فاستعانوا بشخصيه كبيره جدا، مقربة من صاحب الكتاب الرسمى ، لكى تتولى تغيير الاسم واعادة توقيع الكتاب مجددا من قبل رئيس الوزراء ، الاان هذا ” المقرب ” من رئيس الوزراء فشل فى مهمته لانه لم يكن يملك الشجاعة لكى يطلب من رئيس الوزراء اعادة توقيع الكتاب من جديد ، وأمام هذا الفشل لجأ الى تهديد المبعوث المكلف لإجباره على الرضوخ والسفر بالدرجه السياحيه ولكن المبعوث واصل عناده وتمسكه بمطلبه الأمر الذى أجبر الجميع بعد مشاورات بين الطرفين إلى التوصل إلى صيغه توفيقيه تقضى بأن يسافر المبعوث الشخصى المكلف من بلاده بالدرجه السياحيه وفقا لأقصر الطرق وأرخصها كما اقترحها ” جهابذة الاداره “وحتى جزيرة مالاقاشى ومن مالاقاشى يتم الحجز له بالدرجه الأولى إلى عاصمة الدوله الافريقيه المقصوده ومن هناك فى مطار الدوله الافريفيه سيهبط المبعوث من باب الدرجه الأولى حيث يكون فى استقباله رجال الأمن والمراسم والإعلام .. وفعلا تـم تنفيذ هذا الإجـراء ( وشرالبليه ما يضحك )